نحب تعليم مجموعة متنوعة من تقنيات الطباعة في المدرسة، والأكثر شهرة هي تقنيات الطباعة البارزة (الريليف) مثل طباعة اللينوكت وهي الطباعة على اللينوليوم أو الطباعة على الخشب أو الكرتون أو الإسفنج، وبما أن المدرسة لديها أيضًا مكبس طباعة، يمكننا تنفيذ تقنيات الطباعة الغائرة (الغرافور)، خاصةً النقش الجاف على النحاس، الأكريليك، الأقراص المضغوطة (CDs)، وعلب التتراباك (وهي رائعة أيضًا للتقنيات الهجينة حيث يمكن قطع الغطاء البلاستيكي للوصول إلى الورق وطباعة مساحات كاملة بالإضافة إلى الخطوط المحفورة)، وأحيانًا ننفذ طباعات بالحفر على الصلب باستخدام كلوريد الحديديك (FeCl3)، وكذلك طباعة الشاشة الحريرية والاستنسل.
أما التقنية التي كانت دائمًا صعبة التحقيق فهي الطباعة المستوية أو الطباعة الحجرية (الليثوغرافيا)، كان سيكون رائعًا الحصول على بعض أحجار Solnhofer الحجرية، لكن تخزينها والتعامل معها سيكون صعبًا جدًا بالنسبة لمدرسة ثانوية عادية.
هنا يأتي دور الطباعة الحجرية بطريقة النقل، وهي تقنية طباعة مستوية يمكن للطلاب تعلمها بسهولة ويمكن حتى ممارستها في المنزل باستخدام مواد رخيصة ومتاحة بسهولة.
وعلى الرغم من أنني اخترت الصف التاسع، إلا أنني أعتقد أن هذه التقنية رغم أنها قد تكون فوضوية بعض الشيء، إلا أنها مناسبة أيضًا للأطفال الأصغر سنًا (من 10 سنوات فما فوق).
تعتمد الطباعة الحجرية على مبدأ جذب أو صد الأسطح للزيت، حيث أن الأسطح المحبّة للزيت (Lipophilic) تحتفظ باللون الزيتي (كما في الصورة الأولى)، بينما الأسطح الكارهة للزيت (Lipophobic) ستنفره.
نبدأ برش النسخة الليزرية بالماء ومدّها على سطح مستو، ومن الأفضل استخدام سطح زجاجي أو أكريليك، لكن البلاستيك فوق لوح القطع سيؤدي الغرض أيضًا، كما يمكنك استخدام ألواح بلاستيكية من ملفات قديمة.
ثم نضع محلول الصمغ العربي ونفرده بعناية باستخدام الأسطوانة، ثم نتركه ليتشرب لبضع دقائق، ثم نقوم برش الماء مرة أخرى على اللوحة.
سيتغلغل الصمغ العربي المذاب في الماء في المناطق الخالية من الحبر في الورقة، مما يخلق سطحًا كارهًا للزيت، بينما يحتفظ الحبر بالدهان الزيتي.
أولاً قم بفرد الدهان الزيتي على لوح بلاستيكي آخر، ثم مرره على الورقة بدون ضغط، ولا تقلق فإنه لديك متسع من الوقت، حيث أن الدهان الزيتي لا يجف، وقم باستخدام البخاخ بين الحين والآخر، وحاول التخلص من الماء الزائد بتمرير الأسطوانة مرة أخرى، ويجب أن ترى اللون يلتصق بالأسطح السوداء، بينما تبقى المناطق البيضاء خالية من الدهان.
لقد حاولنا تخفيف الدهان الزيتي بالمزيد من الزيت كما يُنصح، لكن النتائج الأفضل كانت عندما كان الدهان كثيفًا (باستخدامه مباشرة من الأنبوب).
وعندما تكون راضيًا عن النتيجة فما عليك سوى الضغط على ورقة الطباعة برفق (جربنا أيضًا القماش وحصلنا على نتائج رائعة)، ولابد أن تحرص على عدم عصر كل الماء وإلا ستلتصق ورقة الطباعة باللوحة الورقية وتُتلف الطباعة واللوحة معًا.
وكانت النتيجة الأولى في الصورة هي نسخة من رسمة تم إنجازها في ورشة رسم كوميكس قبل يوم، وتم تحويلها إلى خطوط متجهة (Vectorized) من صورة للأصل بحجم A3 باستخدام برنامج PhotoPea (بديل فوتوشوب المجاني عبر الإنترنت، والذي أثبت كفاءته في المدرسة، ثم طُبعت بنسخة ليزر بحجم A4 (معظم الطابعات تدعم الطباعة مباشرة من USB أو الشبكة).
وهذه كانت الطبعة الخامسة من النسخة الورقية، وفي الحقيقة لا يمكنني الجزم بعدد الطبعات التي يمكن الحصول عليها من لوحة واحدة، لكن اللوحة لم تظهر أي علامات تلف بعد الطبعة الأخيرة، وحتى الطبعة الرابعة على القماش لم تُتلف اللوحة.
أما اللوحة الثانية التي أعددناها كانت من نسخة لصفحة كتاب وقرص مرن (Floppy)، وكانت الطباعة بتدرج الرمادي (Grayscale) ناجحة أيضًا بشكل جيد، وسوف تستكشف هذا المسار أكثر في المستقبل بنسخ أكبر (هذه كانت بحجم A4 فقط).
أحب أيضًا حقيقة أنه يمكنك طباعة أي شيء يمكن نسخه، فما عليك سوى جمع بعض العناصر وأطلق العنان لإبداعك.
فإن هذا يفتح عالمًا جديدًا كليًا من الطباعة في مدرستنا، وأنا آمل استكشاف تقنيات أخرى مثيرة للاهتمام، مثل الطباعة الحجرية المطبخية (Kitchen Lithography) (نقش ورق الألمنيوم باستخدام فحم الكوك) خلال الفصل الدراسي القادم.
تسجيل الدخول مطلوب
يجب عليك تسجيل الدخول لإضافة تعليق.
تسجيل الدخول